الذكاء الاصطناعي

 



الذكاء الاصطناعي


هذا المصطلح الذي أصبح متداولًا بشكل كبير في الآونة الأخيرة دخل في ثقافة بعض الدول بطريقة مفاجئة، حيث لم تستوعب الشعوب بعد معناه أو استخداماته أو مدى تأثيره.

يمكن القول إنه أصبح "موضة"، يتم استخدامه في كل شيء، خاصةً في الدول التي تعاني من تأخر تكنولوجي نسبي.

أما في الدول المتقدمة تكنولوجيًا، حيث وُلد الذكاء الاصطناعي، فقد تطلب تطويره ميزانيات ضخمة تُقدر بمئات مليارات الدولارات. كما بُذلت جهود كبيرة لإنشاء مؤسسات جديدة وسن قوانين وتنظيمات خاصة لتنظيم استخدامه والسيطرة

 عليه.

ما هو معنى هذا المصطلح في الحقيقة؟

كثير منا يخطئ بسبب الخلط الموجود في هذا المجال ويعتقد أن الذكاء الاصطناعي جزء أساسي من حل مشكلة تقنية معينة، بينما هو في الواقع مجرد أداة تُستخدم لحل تلك المشكلة.

لقد شاهدتُ شبابًا حديثي التخرج عبر شاشات التلفاز يقدمون "اختراعاتهم" إلى مسؤولين رفيعي المستوى، ويدّعون أن هذه الاختراعات تحتوي على الذكاء الاصطناعي. كيف يمكن أن يكون ذلك؟

أصدقائي الأعزاء، الذكاء الاصطناعي ليس مكونًا يضاف إلى وصفة طعام لجعلها ألذ، بل هو في الحقيقة وسيلة تُسهِّل الوصول إلى الحل مهما كانت درجة تعقيده.

على سبيل المثال، جميع الهواتف الذكية الحديثة الموجودة في الأسواق تحتوي على تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي. جرب تشغيل هذه التطبيقات بدون اتصال بالإنترنت، لن تحصل على أي شيء. أما في دولنا، نجد معدات يُفترض أنها تعمل بالذكاء الاصطناعي دون أن تكون متصلة بالإنترنت، وهذا هو "الذكاء البشري الخام" الذي لم يكتشفه العالم بعد!

كما ذكرتُ سابقًا، الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تُساعد الإنسان في الحساب، التحليل، والمقارنة، وتجميع كميات هائلة من البيانات في أجزاء من الثانية، وهي مهام قد تستغرق أيامًا من العمل البشري.

لكن الذكاء الاصطناعي يُعتبر مفيدًا بشكل خاص في مراكز البحث والمكاتب الدراسية والمنظمات التطويرية، حيث يُساهم في تصميم آلات جديدة، طائرات، هياكل ضخمة، ومنتجات مبتكرة أخرى. كما يُساعد في المجال الطبي من خلال تشخيصات معقدة بسرعة كبيرة، أو في اكتشاف أدوية جديدة باستخدام قواعد بيانات تضم عقودًا من التجارب السابقة.

الخلاصة: الذكاء الاصطناعي أداة أساسية بفضل سرعته في تحليل البيانات واقتراح حلول دقيقة. لكنه لا يمكن أن يكون في نفس الوقت جزءًا من الحل ومصدرًا له، كما يدّعي بعض الباحثين.

الذكاء الاصطناعي ليس أمرًا بسيطًا، فهو يتطلب استثمارات ضخمة وموارد تكنولوجية متقدمة، متوفرة فقط في الدول الرائدة مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الآسيوية.

رسالة إلى الباحثين المحليين:

أيها الباحثون، كفوا عن الادعاءات والمبالغات حول هذا الأداة الاستثنائية الموجودة بين أيديكم حاليًا، واستغلوا الفرصة للعمل بجدية. السلطات العليا في بلدنا فتحت لكم الطريق، وقدمت لكم الدعم المادي واللوجستي. الآن حان الوقت لإثبات جدارتكم وإظهار ما يمكنكم تحقيقه بالفعل.

أنا مقتنع شخصيًا أن بلدي يمتلك آلافًا من أمثال سامويل ألتمان، ولكنهم يفضلون الإسهام في نجاح الشركات   الأجنبية بدلاً من شركات بلدهم التي علمتهم، وأعطتهم المعرفة، وأهلتهم دون أن يدفعوا فلسًا واحدًا، بل تم توفير كل احتياجاتهم خلال مسارهم الدراسي. وفي النهاية، رحلوا دون حتى قول كلمة "شكرًا". هل يدركون أنهم مدينون لبلدهم.

• رابط كتاب PDF:

• https://payhip.com/b/OyoBI


• رابط الكتاب الورقي:

• https://www.lulu.com/fr/shop/djamal-boucherf/إذا-زلزلت-الأرض/paperback/product-rmz2y5q.html?page=1&pageSize=4





Commentaires

Articles les plus consultés