البعث
“يضرب الله لنا أمثلة على قدرته في بعثنا بعد الموت، لأولئك الذين يغلب عليهم الشك على العقل. ويذكر أيضاً مثال الأرض الميتة التي تعود إلى الحياة بفضل المطر النافع. كلا الظاهرتين متشابهتان وتثبتان الطبيعة الإلهية لقدرة الخالق.”
في سورة الحج، الآية 5، يخاطب الله البشرية بشأن خلقهم وبعثهم قائلاً:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
تم استخدام مصطلح علقة في ترجمة هذه الآية لأن هذا الكائن يلتصق بجلد ضحيته ويمتص دمها، وهذا يشبه حال الجنين الذي يتصل بالمشيمة عبر الحبل السري ويستمد غذاءه بالكامل من جدار الرحم الأمومي حيث تعلق المشيمة.
وعلاوة على ذلك، فيما يتعلق بإعادة الله للإنسان إلى أرذل العمر حتى لا يعلم شيئاً بعد أن كان يعلم، أليس فقدان الذاكرة هو أكثر العلامات وضوحًا للشيخوخة وأول أعراض تصلب الشرايين؟
تُظهر هذه الآية أنه في القرن السابع، تحدث رسول الله محمد (ﷺ) الذي لم يتعلم في الجامعات، بل كان أميًا، عن ظواهر علمية لم تكتشفها البشرية وتفهمها إلا بعد قرون طويلة.
وفيما يخص البعث، ذكر الله قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف
فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
وأضاف الله قائلاً
{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
هذه هي قصة أصحاب الكهف الذين يُقال إنهم كانوا أمراء بيزنطيين فروا من معتقدات قومهم الباطلة ولجأوا إلى كهف مع كلبهم. فجعلهم الله ينامون 309 سنوات وأغلق مدخل الكهف لحمايتهم من اضطهاد قومهم
أراد الله أن يثبت للمتشككين الذين يؤمنون ببعث الأرواح فقط دون الأجساد، أنه قادر تمامًا على إحياء كليهما
قبل أكثر من 14 قرناً، أخبرنا الله من خلال الوحي الذي أنزله على رسوله محمد (ﷺ) عن ظواهر لم يتم اكتشافها إلا في القرن الخامس عشر من قبل العلماء الأوروبيين بعد ترجمتهم لكتب العلماء المسلمين الذين سبقوهم
أما بالنسبة للمشككين، فنقول إنه على عكس الأنبياء والرسل (عليهم السلام) الذين أُرسلوا إلى أقوامهم، فإن محمداً (ﷺ) أُرسل إلى البشرية جمعاء، بما في ذلك أولئك الذين تلقوا رسائل سماوية من قبل. وفي هذا الصدد، يقول الله في سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)}
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ… (31)
{…وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)}
أيها القراء الأعزاء، بغض النظر عن أصولكم أو دينكم، أدعوكم للتأمل في هذه الآيات، لأنه في يوم قريب سنجد أنفسنا جميعًا في هذا الموقف، باستثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات في حياتهم.
وفي الختام، سؤال للقُرَّاء: ماذا يقصد الله في سورة الكهف، الآية 25 بقوله:
{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا}
ما الذي تمثله فعلاً هذه الفترة المذكورة في القرآن؟
في القرآن، كل وحي أنزله الله هو نعمة للبشرية وبركة للذين يتفكرون.”
• رابط كتاب PDF:
• رابط الكتاب الورقي:



Commentaires
Enregistrer un commentaire