مملكة الشيطان
مملكة الشيطان
“باسم الله الرحمن الرحيم”
خلق الله الأرض، أرضًا طيبةً نقيةً بجبالها وغاباتها ومحيطاتها وصحاريها، ليعيش فيها الإنسان الذي هبط من الجنة، ويستقر، ويعمرها بالذرية.
وقد استقبلت هذه الطبيعة الأرضية، التي تسير وفق القوانين الإلهية، هذا الإنسان في أحضانها ليعيش فيها بسلامٍ وانسجامٍ تامٍّ حتى يوم القيامة.
لكن بعد أن عاش الإنسان وتكاثر، ازدادت ذريته وشكّلوا شعوبًا انتشرت في أرجاء هذه الأرض المضيافة. ومع مرور الزمن وظهور التنافس بين هذه الشعوب، تنامت في الإنسان طبيعة شرهة ومدمرة، مما أدى إلى تغيير القوانين التي تحافظ على التوازن البيئي للنظام الأرضي، متسببًا في تدهور هذه الطبيعة التي احتضنته برحابة.
ومن الأدلة على ذلك، اختلال الفصول الذي أدى إلى عدم انتظام كميات وأوقات هطول الأمطار، مما تسبب في الفيضانات والجفاف والأعاصير والحرائق القاتلة في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.
وبالرغم من الأضرار التي ألحقها الإنسان بهذه الطبيعة، إلا أنه تمادى في غيه وصنع آلات الموت والدمار القادرة على تدمير الكوكب في لحظات.
فما الهدف الحقيقي لهذا الإنسان إن لم يكن السيطرة على أقرانه والاستحواذ على المزيد من الأراضي والثروات؟متى سيدرك الإنسان أنه يدمر بيديه هذه الأرض التي أنعم الله بها عليه؟
لقد كان من المفترض أن يعيش فيها بسلام، ويوجه كل طاقته لعبادة خالقه الواحد الأحد، المتفضل عليه الذي ميّزه عن باقي مخلوقاته ومنحه “حرية الاختيار
وحده الإنسان يمتلك القدرة على الحكم والاختيار بفضل العقل والفهم اللذين أنعم الله بهما عليه. وهذه القدرات الفريدة والإرادة الحرة هي الأمانة التي حمّلها الله للإنسان، والتي رفضت السماوات والأرض والجبال حملها، خوفًا من ثقلها العظيم
وفي هذا الشأن، يقول الله تعالى في سورة الأحزاب، الآية 72
“إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.”
وهكذا فإن الإنسان حر في أفعاله، لكنه ليس حرًا في تغيير نتائجها. وهذا تأكيد على حرية الإرادة لدى الإنسان والعدالة المطلقة للخير
فكل البدع نشأت من تجاوز هذه الحدود، ولم تأتِ مصائب المسلمين إلا بسبب هذه البدع
وبسبب هذا الظلم والجهل والطبيعة الجاحدة، بدأ الإنسان يشرك مع الله آلهة أخرى لا تجلب له أي نفع أو فائدة .
• رابط كتاب PDF:
• رابط الكتاب الورقي:



Commentaires
Enregistrer un commentaire