رب المشرقين والمغربين 3


 رب المشرقين و المغربين – الجزء الثالث

الآية 17 من سورة الرحمن:

رب المشرقين ورب المغربين”

تسلط الضوء على السيادة المطلقة لله على الكون. عند مناقشة هذه الآية، يمكننا استكشاف جوانب سيادة الله على الكون والاعتراف بحقيقة أنه يتحكم في دورات الطبيعة وجميع أبعاد الوجود

يمكن تفسير مصطلحي “المشرقين” و“المغربين” على النحو التالي

النقاط القصوى للأفق – وهي أبعد المواقع التي تشرق منها الشمس وتغرب خلال العام (عند الانقلابين الصيفي والشتوي). وهذا يوضح الحركة الدورانية للأجرام السماوية، التي تسير بدقة إلهية

المشرق والمغرب بشكل عام – مما يشمل جميع الاتجاهات الأساسية، ويمثل بامتداد العالم كله، مشيرًا إلى سيطرة الله الكاملة على المكان والزمان

كما تؤكد هذه الآية على النظام المتقن والثابت الذي أرساه الله في الخلق، حيث يسير كل شيء وفق مسار دقيق. وهذا يدعو إلى التأمل في قوة الخالق وحكمته

تذكّر هذه الآية البشرية بدورات الحياة وقدرة الله المطلقة.

ترمز “المشرقان والمغربان” إلى تعاقب الليل والنهار، الذي يعتمد على دوران الأرض والحركة الظاهرية للشمس

إن هذا النظام الدقيق يدل على أن كل شيء في الكون يسير وفق قوانين إلهية، مما يوفر إطارًا ثابتًا للحياة البشرية. وبدون هذه الدورات المنتظمة، ستكون الحياة مستحيلة

كما تذكرنا هذه الدورات بالطبيعة الفانية للحياة الدنيا. فكما تشرق الشمس وتغرب، فإن حياة الإنسان تسير في دورة من الميلاد إلى الحياة ثم العودة إلى الله. وهذا يدعو إلى التأمل في زوال الدنيا وضرورة التوجه لعبادة الخالق

وتعكس هذه الآية أيضًا التوازن الإلهي ورحمته

سورة الرحمن، التي تكرر السؤال

“فبأي آلاء ربكما تكذبان

تؤكد على الرحمة الإلهية العظيمة المتجلية في الخلق. فالمشارق والمغارب هي دلائل واضحة على هذا التوازن، فهي تساعد في تنظيم المناخ والفصول الضرورية للحياة، كما ترمز إلى التناغم المثالي بين النور والظلام، والحرارة والبرودة، والراحة والنشاط، والتي تعد نعمًا عظيمة للبشرية

وبذلك، يُدعى الإنسان إلى عدم الجحود بهذه النعم، بل إلى الاعتراف بعظمة ربه

إنها دعوة إلى التأمل والشكر

هذه الآية، شأنها شأن بقية سورة الرحمن، تدعو إلى التفكر في الآيات الكونية لزيادة الإيمان

كون الله هو “رب المشرقين ورب المغربين” يدل على أنه المتحكم الوحيد في الكون بأسره، المدبر لكل الظواهر الطبيعية، والمزود للإنسان بكل ما يحتاجه للبقاء

ومن خلال التأمل في هذه الآيات، يتذكر المؤمن أن الرب الذي يدبر الكون يدبر حياته أيضًا. وهذا ينبغي أن يدفعه إلى شكر عميق وعبادة صادقة

وفي الختام، تسلط الآية 17 من سورة الرحمن الضوء على السيادة المطلقة لله على الكون، والتي تتجلى في دورات “المشرقين والمغربين.” هذه الظواهر الطبيعية، بدقتها المتناهية، تشهد على قدرة الله وحكمته ورحمته. وتذكّر الإنسان بأهمية التأمل في آيات الخلق والاعتراف بنعم الله. وتدعو هذه الآية، شأنها شأن باقي السورة، إلى الشكر والإيمان والخضوع لرب العالمين

• رابط كتاب PDF:

• https://payhip.com/b/OyoBI


• رابط الكتاب الورقي:

• https://www.lulu.com/fr/shop/djamal-boucherf/إذا-زلزلت-الأرض/paperback/product-rmz2y5q.html?page=1&pageSize=4

Commentaires

Articles les plus consultés